لا تبدأ متجرك الإلكتروني الا بعد تطبيق 3 خطوات مهمة !

يتطلب السفر لأي رحلة بعيدة بعض الاستعدادات. وعملية إطلاق متجر إلكتروني، وُجِدَ ليستمر فترة معتبرة من الزمن، بالتأكيد تحتاج إلى بعض الإعداد. فبعد أن حطمنا العديد من المفاهيم الخاطئة بشأن إنشاء متجر إلكتروني من الصفر، ربما يكون لديك الآن نوعًا من التحمس بشأن البدء. هذا جيد، ولكن هناك خطوات رئيسية ينبغي أن تضعها نصب عينيك قبل الانطلاقة الأولى.

فإذا كنت على وشك إطلاق متجرك الإلكتروني الأول، واتخذت فعليًا هذا القرار، فهذا المقال يناقش الخطوات الثلاث الرئيسية التي ينبغي على كل تاجر وضعها في حسبانه، قبل الإقلاع الأول لمتجره الإلكتروني.

ما قبل الإقلاع .. 3 خطوات رئيسية قبل إطلاق متجرك الإلكتروني

ما قبل الإقلاع .. 3 خطوات رئيسية قبل إطلاق متجرك الإلكتروني

الخطوة الأولى: من هو عميلك المستهدف؟

من الذي سيشتري منتجاتك؟

البدء بدون وضوح كاف للسوق المستهدفة يعتبر تجديفًا خطيرًا في أي تجارة. بغض النظر عن طبيعة المنتج، وما إذا كان فكرة جديدة مبتكرة، أو منتج يوجد العشرات مثله في السوق بالفعل (سنناقش هذا في الخطوة الثالثة بالتفصيل المناسب)، يجب أن يكون له جمهور يطلبه، ويجب أن يحل تلك المشكلة لدى ذلك الجمهور المستهدف.

سؤال محوري: على من يجب التركيز: المنتج أم العميل المستهدف؟

إذا قام التاجر بالبدء من المنتج، وبدأ في البحث عن جمهور مستهدف له، فهو في الواقع ضيّق واسعًا. بينما إذا قام بالتركيز على العميل المستهدف في الأساس، فسيحصل على وفرة غير طبيعية في الأفكار، وتأتي المنتجات خلف الأفكار مباشرة.

لنضرب مثالًا: قام أحد التجار باستيراد منتج من الصين. المنتج عبارة عن لعبة ليجو للأطفال من سن 8 – 11 تشجعهم على التفكير. بعد إحضار المنتج بدأ في البحث عن جمهور له، من الممكن أن يرغب في شراء هذا المنتج.

هذه هي الصورة التقليدية للبحث عن جمهور مستهدف للمنتج.

أما لو دققت في الشريحة التي ستشتري هذا المنتج، فستلاحظ أنها تضم الآباء والأمهات الذين يرغبون في تنمية قدرات أطفالهم الذهنية، وإبعادهم قليلاً عن استخدام الجوالات الذكية والإنترنت. هذه هي المشكلة التي تواجه الآباء، ويرغبون في البحث عن حل لها .. هذا الحل ربما يكون لديك.

إذا نظرت إلى الصورة الآن فستراها بشكل مختلف. فأنت تنظر إلى عميل يبحث عن: تنمية قدرات طفله الذهنية.

بهذه الطريقة في التفكير، ستجد نفسك تتحرك في إطار أكثر اتساعًا بكثير من الإطار السابق. فسيكون أمامك قائمة معتبرة من المنتجات التي تصلح لعرضها على هذا العميل، وستجد أنك ستتمكن من عرض منتجات مختلفة عليه مرة ثانية وثالثة ورابعة وأكثر من ذلك. سيشعر العميل نحوك بالامتنان والانتماء، لأن تحقق له ما يصبو إليه، وتعالج نقاط الألم التي عنده، وسيبدأ بالترويج لمنتجاتك بشكل تلقائي Word-of-Mouth وبدون أن تطلب منه ذلك.

الخطوة الثانية: دراسة السوق المستهدفة

تبدو الكلمة ضخمة ومخيفة ولها وقع ثقيل على الأذن: “دراسة السوق المستهدفة”. ربما كانت كذلك قديمًا، ولكنها ليست كذلك الآن. فمع التسهيلات التي توفرها الإنترنت لمستخدميها، أصبحت عملية دراسة السوق المستهدفة أكثر سهولة. لا أقول أكثر احترافية، ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر سهولة بالشكل الذي يوفر الكثير من الوقت والتكاليف.

تبدأ الخطوة الأولى من إجابة سؤال: أين يتواجد أولئك المستهدفون؟

يتطلب هذا العودة خطوة للوراء إلى المنتج الذي تقدمه. فإذا كان المنتج – كما هو المثال السابق – يتحدث عن تنمية قدرات الطفل، فستبحث عن المؤثرين الذين يتحدثون عن تنمية قدرات الطفل على الشبكات الاجتماعية.

المؤثر عبد العزيز الحمادي وملف تنمية مهارات الطفل

المؤثر عبد العزيز الحمادي وملف تنمية مهارات الطفل

وعلى الرغم من أن عبد العزيز الحمادي يتحدث في الأساس عن التقنية، إلا أنه نشر على ملفه الشخصي ملف شامل لتنمية مهارات الطفل. التعليقات تعتبر كنزًا حقيقيًا. ليس فقط في معرفة ما يريده السوق المستهدف، ولكن كذلك في أفكار أخرى كثيرة، يمكن بها تنمية أعمالك.

فبالعودة  إلى المثال السابق سنجد أن أحد المعلقين على التغريدة كتب هذا الرد:

ما يريده الجمهور من الردود

ما يريده الجمهور من الردود

هذا النموذج من التعليق يشير بشكل مختصر إلى احتياجات السوق المستهدفة من المنتجات التي يمكنك تقديمها في نفس القطاع (تنمية مهارات الطفل). لاحظت الفارق؟

حينما تقوم بالتركيز على المنتج الذي تود بيعه، تصبح خياراتك محدودة فيمن سيشتري هذا المنتج. أما حينما تقوم بالتركيز على السوق المستهدفة، تزداد كمية الأفكار التي يمكن صياغتها لمنتجات غير محدودة لنفس العميل المستهدف.

الخطوة الثالثة: الفكرة .. هل ستكون جديدة أم مقلدة؟

ستكون فكرتك واحدة من اثنين: فكرة جديدة تمامًا أنت مبدعها .. أو فكرة منسوخة من مشروع قائم بالفعل.

متجر إلكتروني بفكرة/منتج جديد تمامًا

هنا يبرز أهل الإبداع في البحث عن شيء لا يعرفه الجمهور عادةً، أو حتى ابتكار منتج جديد تمامًا يكون هو نواة المتجر الإلكتروني الناشئ. الأفكار لا حدود لها، واحتياجات الناس تتزايد يومًا بعد يوم، وكم التطور الذي يحدث في حياة البشر، يقدم فرصًا لا تُعد ولا تُحصى في كم الأفكار الممكن توليده من أي شيء وكل شيء.

ذات مرة لاحظ أحد الشباب أن قائد السيارة عادة ما يميل برأسه قليلاً إلى الأمام، وبحكم معرفته أن هذا الوضع يؤذي الرقبة على المدى البعيد، قام باختراع مسندًا للرقبة لسائق السيارة. فكرة بسيطة للغاية، ولكنها لاقت نجاحًا منقطع النظير. وبالطبع هذا النجاح تم نسخه من قبل تُجار ومنافسين كِبار حتى وصل إلى الشركات الكُبرى نفسها، فقامت بتصنيع مساند خاصة للرقبة مزينة بالعلامة التجارية خاصتها.

مسند الرقبة كفكرة لمنتج إبداعي

مسند الرقبة كفكرة لمنتج إبداعي

أرأيت الفكرة – على بساطتها – إلى أي مدى وصلت؟

أنت فقط في حاجة إلى فكرة. ولكن احرص على أن يكون لهذه الفكرة جمهور، ينظر إليها – حينما تظهر إلى الوجود – كحل مطلوب يبحث عنه بالفعل. المنتج الذي لا يريده أحد، كمن يوقع وثيقة فشله قبل أن يبدأ.

من النصائح التي تعينك على إيجاد فكرة لمنتج جديد تمامًا:

  • طول النظر في يوميات الناس: وبالتحديد في المشاكل والعقبات التي تطرأ على حياتهم. من الممكن بالطبع خلق حاجة لدى الناس لم تكن موجودة من قبل – مثلما يفعل المسوقون في منتجات الجمال والتجميل – ولكن الأكثر تأثيرًا هو النظر فيما يحتاجه الناس بالفعل.
  • المنتجات التكميلية (الإكسسوارات): حاوي (جراب) الجوال هو منتج تكميلي، واقي شاشة الجوال Screen هو منتج تكميلي، غطاء السيارة، حامل الجوال للسيارة، سماعة البلوتوث، وغيرهم كثير جميعهم منتجات تكميلية، ظهرت لتخدم المنتج الرئيسي (الجوال – السيارة). تأمل المنتجات الرئيسية، وما تحتاج إليه لتكتمل المتعة والراحة والرفاهية في استخدامها.
  • متابعة أخبار التقنية والتعرف على تكنولوجيا المستقبل: منذ عشرة أعوام فقط – وما قبلها – كان التصوير الجوي يتطلب (طائرة هليكوبتر + طيار + مصور جوي محترف). الآن التصوير الجوي يتطلب طائرة موجهة Drone. هل أدركت ماذا صنعت التكنولوجيا بوظيفتين في غاية الأهمية؟ استفادت بالفكرة إحدى شركات الإنتاج في دولة عربية بالتدرب على استخدام الدرون للتصوير السينمائي، حتى أصبحت هي الخيار الأول لشركات الإنتاج السينمائي. استقراء ما سيسفر عنه ظهور تقنية ما، يضع أمامك كم ضخم من الأفكار لمنتجات تصلح للبيع، وقد تتسبب في تحول جذري في مسارك المهني.

الفكرة المنسوخة (المقلدة)

ينتشر مفهوم خاطئ بين بعض رواد الأعمال الشباب، مفاده أنه لكي تنجح فكرتك يجب أن تكون فكرة جديدة، لم يسبقك إليها أحد. هذه الفكرة تمثل لغط كبير لدى حدثاء السن بشأن إنشاء المشاريع، ولا سيما المتاجر الإلكترونية. بينما التصحيح الذي ينبغي أن تبني عليه تصورك هو أن: السوق يتسع للجميع.

فلو كان هذا الافتراض صحيحًا، لما استطاعت أي علامة تجارية العمل في ظل وجود العملاق أمازون. أمازون يعمل ويربح، وكذلك وول مارت Walmart، وجوميا، وسوق دوت كوم – التي تم الاستحواذ عليها من قبل أمازون – وغيرهم من المتاجر الإلكترونية الأخرى. هناك علامات تجارية حققت نجاحًا ثوريًا بفكرة منسوخة. شركة كريم – التي استحوذت عليها أوبر Uber كذلك – هي فكرة منسوخة من أوبر نفسها، ثم نافستها في السوق، بشكل شجَّع أوبر على الاستحواذ عليها قبل أن تصبح أكثر قوة وتهدد كيانها بالاستمرار مستقبلاً.

نجحت كريم كفكرة منسوخة من أوبر في الوصول لمستوى منافسة دفع أوبر إلى الاستحواذ عليها

نجحت كريم كفكرة منسوخة من أوبر في الوصول لمستوى منافسة دفع أوبر إلى الاستحواذ عليها

نحن نتحدث عن شركات كُبرى، رأس مالها وقيمتها السوقية يُقدر بمليارات الدولارات، فما بالك بمتجر ناشئ يتحسس خطواته في عالم التجارة الإلكترونية.

من مميزات الاعتماد على فكرة مقلدة أو منسوخة:

  • الاطمئنان من مسألة وجود سوق فعلي لها، فهناك من قام بتنفيذها بالفعل، فلن تشعر بالقلق بشأن نجاح أو فشل فكرتك.
  • أبحاث السوق والتسويق Market & Marketing Research مع الفكرة المنسوخة أفضل لوجود شريحة ضخمة من الجمهور جربت المنتج.
  • في حالة التوسع الضخم مستقبلا يحصل متجرك على فرصة للاستحواذ من كيان أكبر.

الخلاصة:

ابدأ بالعميل أولاً. انظر إلى احتياجاته ومتطلباته اليومية، وما يبحث عن لجعل الحياة أكثر رفاهية. هذه الخطوة تعتبر أكثر تأثيرًا وجلبًا لسوق أكبر من الاستهداف، من مجرد الإتيان بمنتج ومحاولة بيعه لفئة محدودة من الجمهور. كذلك لا تخش شيئًا من البدء بفكرة منسوخة، فهناك عشرات العلامات التجارية التي بدأت بفكرة منسوخة، ونجحت نجاحًا منقطع النظير.

 

اقرا بعض مقالاتنا المفيدة :